حكاية أستاذة الجامعة..  مع عشة الفراخ!

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

لماذ نبكي.. جميعنا يستقبل الحياة بالبكاء.. ونودعها بالبكاء..  نبكي لها.. ونبكي منها.. ونبكي عليها.. نبكي الفرحة..  كما نبكي للحزن الدفين، فالدموع في عيوننا جميعا، فهي في عين الطفل دليل حاجة، وفي عين الرجل إحساس، لكن في عين زوجي دموع خبث، ومكر، فزوجي خبيث.

تعود أحداث الواقعة داخل محكمة الأحوال الشخصية، وقفت الزوجة أستاذة الجامعة ذات الشعر الحرير المسدل على كتفيها كسواد ليل بلا نجوم، وبعين مغرورقة بالدموع، وكأنها تأبى أن تنذرف تقول: إهتمامي بالعلم أضاع سنوات كثيرة من عمري كامراة، كنت أسمع عن زواج الحب من صديقاتي، لكن معظم هذه الزيجات تنتهي بالفشل، فاخترت لنفسي بعد أن تجاوزت الثلاثين زواج العقل على أن يأتي دور القلب فيما بعد.

اقرأ أيضا   |  تأجيل محاكمة عبد المنعم أبو الفتوح ومحمود عزت و23 آخرين لجلسة الغد

تتنفس الزوجة الصعداء، وتنذرف الدموع ببطء شديد على وجنتيها، وتمتد يدها تمسح دموعها وتقول: أعجبني في زميلي الأستاذ أيضا قوة شخصيته، ومركزه العلمي،وثراؤه الكبير، وحنانه البالغ، فتزوجته بعقلي لكن لم يمضي العام الأول من زواجنا، حتى اكتشفت كل عيوبه حيث كان بخيل إلى أبعد حد رغم ثراءه، عصبي يثور لأتفه الأسباب  غير أن تفاهم الخلافات بيننا يعني أن يضربني بقسوة، وكنت اتحكم في ردود فعلي نظرا لمكانتي ومكانته، وصبرت وتحملت لكنه يتمادى.

 بصوت مرتعش تستكمل: لقد عشت معه ٤ سنوات لم أبح خلالها بخلافاتنا لأي شخص، إلى أن فاض بي  الكيل، وأخذت القرار بالانفصال، وبعد أن اتفقنا على كل شيئ، لكنه القدر، حيث شعرت بشيئ ما يتحرك داخل احشائي، ولم أعرف كيف أفعل لقد كان القدر أكبر من إرادتي،  إنه الجنين الذي كان حلما يراودني في أيام زواجي الأولى، لكنني فوجئت به وبدموع التماسيح يطلب مني أن نؤجل الطلاق لما بعد الولادة، ووافقت على مضض، وسارع يحضر لي دواء أمر به الطبيب، لكنه كان خبيثا أكثر مما تخيلت.

انهمرت الزوجة في بكاء مرير، وانسابت الدموع من عينيها وكأنها سيول، وبصوت يشوبه حزن وألم قالت: لقد فوجئت بإجهاضي فور تناول الدواء، وعرفت من الطبيب أن الدواء كان السبب.

وأخذت تتساءل: أي نفس بشرية تقوى غلى فعل ذلك، غير أنه أخذ يساومني على الطلاق، فوافقت على كل شروطه فقد كانت حريتي أهم من المال، حتى قام بتطليقي، لكنني فوجئت به يطلبني في بيت الطاعة بالرغم من أن طلاقنا رجعي، واين هذا بيت الطاعة أنه عشة فراخ فوق سطح الفيلا التي كنت انا سيدتها الأولى، وانهت مأساتها بصرخات مكتومة ترفض الحياة معه ولو كانت داخل قصور.

بينما طالب الزوج قائلا: إن الطاعة من حقه وأن بالفعل الغرفة ضيقة وسوف يقوم بتنظيفها، والمقصود من ذلك هو تأديب الزوجة لانه حق كفله له القانون السماوي، والدستوري.

وجاء حكم المحكمة  برئاسة المستشار أحمد عبداللطيف، وعضوية علاء دراهم، ومحمد سعد، وأمانة سر محمد السيد، حيث قضت برفض دعوى الزوج بدخول الزوجة في طاعته، حيث اطمانت المحكمة لشهادة الشهود، غير أن الشريعة الإسلامية السمحة أمرت بالمعروف في المعاشرة الزوجية، وكما تبين من اوراق الدعوى أيضا أن الزوج كان يتعمد إيذاء زوجته إبان الزوجية، وقد استقر  قضاء النقض على أنه لا طاعة لمطلقة على مطلقها، فالطاعة لاتكون إلا بين الازواج، ومن ثم يتعين رفض إنذار الطاعة.